الترقية الصامتة: هل تعمل أكثر ولا تحصل على ما تستحق؟

Blog

Silent-Promotion-AR

هل سمعت عن ظاهرة "الترقية الصامتة" التي أصبحت شائعة في العديد من الشركات حول العالم؟ حيث تجد نفسك فجأة تتحمل مهام إضافية، تقود مشاريع، أو تُشرف على فريق… لكن مسماك الوظيفي، وراتبك، وتقديرك يبقون كما هم. هل يبدو ذلك مألوفاً؟

في هذا الدليل الشامل، نشرح لك ما تعنيه الترقية الصامتة، كيف تكتشفها، لماذا تحدث، وكيف يمكنك استعادة السيطرة على مسارك المهني.

ما هي الترقية الصامتة؟

الترقية الصامتة هي عندما يعمل الموظف بجد ويحقق إنجازات، لكن لا يحصل على التقدير أو الترقيات التي يستحقها، سواء كان ذلك بشكل رسمي أو حتى معنوي. ببساطة، يُتوقع من الموظف أن يتحمل مسؤوليات أكبر أو يقدم أداء أعلى، لكنه لا يحصل على مقابل رسمي لهذه الجهود، مما يؤدي إلى تراجع في معنوياته وأحياناً يؤدي إلى الإرهاق الوظيفي.

لماذا تحدث الترقية الصامتة؟

تحدث الترقية الصامتة عادةً لأسباب مثل:

  • قيود في ميزانية الشركة
  • غياب نظام ترقية واضح
  • الاعتماد المفرط على الموظفين المتميزين
  • ضعف التواصل من الإدارة
  • عدم وضوح التوقعات الوظيفية

هل الترقية الصامتة أمر شائع؟

نعم، وهي أكثر انتشاراً مما يعتقد البعض. وفقاً لإحدى الدراسات:

  • %78 من الموظفين أفادوا أنهم تعرضوا للترقية الصامتة، حيث تم تحميلهم بمهام إضافية دون مقابل أو تغيير في المسمى الوظيفي.
  • %57 شعروا بأنهم يتعرضون للاستغلال أو التلاعب عند تكليفهم بمهام إضافية دون اعتراف رسمي.
  • %68 كانوا يأملون أن تؤدي جهودهم الإضافية إلى ترقية فعلية لاحقاً.

ما هي مؤشرات الترقية الصامتة؟

قد تكون تمر بترقية صامتة إذا لاحظت ما يلي:

  • يتم تكليفك بمهام خارج نطاق وصفك الوظيفي باستمرار.
  • يُتوقع منك الإشراف أو التوجيه دون صفة رسمية.
  • ازدادت مهامك بينما لم يتغير راتبك أو مسماك الوظيفي. 
  • تغطي مهام منصب أعلى (مثل مهام مديرك السابق).
  • تشعر بضغط لإثبات نفسك لترقية لم تُعرض عليك رسمياً.

ما هي مخاطر الترقية الصامتة؟

رغم أن تولي مسؤوليات إضافية قد يُظهر المبادرة، إلا أن الترقية الصامتة غير المنظمة قد تؤدي إلى نتائج سلبية، منها:

  1. الإرهاق الوظيفي: زيادة المهام دون تقدير قد تؤدي إلى شعور بالإرهاق وفقدان الدافع للعمل.
  2. انخفاض الدافعية: غياب التقدير والاعتراف يسبب فقدان الحماس والاندماج في العمل.
  3. الشعور بالاستياء: الشعور بعدم التقدير قد يؤدي إلى استياء الموظفين وتراجع في الأداء.
  4. الاستقالات: في بعض الحالات، قد يشعر الموظفون بأنهم مضطرون للبحث عن فرص أخرى
    تقدّر جهودهم بشكل أفضل.

كيف تتعامل مع الترقية الصامتة؟

  • ابدأ بحوار صريح: حدّد موعد مع مديرك لمناقشة دورك الحالي وعبّر عن مخاوفك، مع تقديم أمثلة واضحة على تغير مهامك.
  • اطلب تقييم أداء رسمي: اطلب تقييمًا مهنيًا يوضح التوقعات المستقبلية ومتى يمكن مناقشة زيادة الراتب أو الترقية.
  • حدّد أهدافاً واضحة: ضع أهدافاً قابلة للقياس ترتبط بالتقدير والتقدم المهني.
  • سجّل إنجازاتك: دوّن إنجازاتك، ومهامك الجديدة، وأثرك في العمل، حيث سيساعدك ذلك عند المطالبة بحقوقك.
  • لا تنسَ أهمية التوازن بين العمل والحياة: حافظ على توازن صحي بين العمل وحياتك الشخصية لتجنب الإرهاق.

كيف يجب أن تتعامل الشركات مع الترقية الصامتة؟

على المنشآت أن:

  • توضح الأدوار والمسؤوليات: يجب أن يعرف الموظفون دائماً ما المتوقع منهم، وما يُكافَؤون عليه.
  • تربط التقييمات بالتقدير: يجب أن تعكس تقييمات الأداء المسؤوليات المضافة.
  • تعزز التواصل المفتوح: على المدراء المتابعة الدورية مع الموظفين وتقديم ملاحظات بنّاءة.
  • توفر رؤية واضحة للمسار المهني: يحتاج الموظفون إلى معرفة كيف تؤدي جهودهم الحالية إلى تطور مستقبلي.

الأسئلة الشائعة حول الترقية الصامتة:

  • ما هي الترقية الصامتة في بيئة العمل؟
    هي عندما يتم تكليف الموظف بمزيد من المسؤوليات دون تغيير رسمي في المسمى الوظيفي أو الراتب أو التقدير.
  • هل الترقية الصامتة أمر جيد؟
    ليس دائماً. قد تعكس ثقة بقدراتك، ولكن دون مقابل ملموس، يمكن أن تؤدي إلى الإرهاق أو الشعور بالاستغلال.
  • كيف أفتح موضوع الترقية الصامتة مع مديري؟
    ناقش الموضوع باحترافية، واشرح كيف ازدادت مهامك واطلب تقييماً رسمياً لمواءمة التوقعات والتعويض.
  • هل يمكنني رفض الترقية الصامتة؟
    نعم، لك الحق في رفض المهام الإضافية، خاصة إذا كانت خارج نطاق وظيفتك ولا يُقابلها دعم أو مكافأة.

الترقية الصامتة مشكلة خفية لكنها جدّية في بيئة العمل. غالباً ما تنشأ بسبب ضعف التواصل، أو غياب هيكل واضح، أو حتى سهو غير مقصود. إذا شعرت بأنك تبذل جهداً أكبر دون مقابل، فقد حان الوقت لتتحدث، وتدافع عن نفسك، وتضع رفاهيتك في المقام الأول.

لا تدع جهودك تمر دون تقدير. اعرف قيمتك، وذكّر الآخرين بها.

حمزة العودات
حمزة العودات

أخصائي دعم تقني في ZenHR، بخبرة تزيد عن 3 سنوات في تقديم تجربة دعم احترافية تُراعي احتياجات العملاء وتُعزّز التواصل الفعّال. يؤمن حمزة بأن الدعم الحقيقي يتجاوز الحلول التقنية ليصل إلى بناء علاقات قائمة على الثقة والوضوح. يشارك عبر لينكدإن محتوى يُسلّط الضوء على عالم الموارد البشرية وتطوير الموظفين، ويطمح لأن يكون صوتاً يُعبّر عن قيم الدعم الإنساني داخل بيئات العمل.

Blog

ابقَ على اطلاع دائم بآخر المستجدات والنصائح في عالم الموارد البشرية مع مدونة ZenHR.