العمل لساعات طويلة يمكن أن يكون خطراً على الصحة العقلية والبدنية، وقد تم ربط العمل لساعات طويلة بمجموعة من السلبيات بدءًا من ضعف مهارات التواصل وانخفاض الإنتاجية إلى قلة عدد ساعات النوم والاكتئاب.
وعلى الرغم مما سبق، هناك العديد من الشركات التي تشجع موظفيها على العمل لساعات أطول وأطول. وفقًا للدراسات الاستقصائية التي أجريت مؤخرًا على هذا الموضوع، يقوم الموظفون الحديثون بإمضاء ساعات أطول من أي وقت مضى.
ولسوء الحظ، يتبع الكثير من المدراء التنفيذيين الفكر القديم عما يعنيه أن تكون منتجًا ولكنهم لا يدركون أن المزيد من ساعات العمل لا يعني بالضرورة إنتاجية أكثر (أو أفضل). في الواقع، قد تكون أسهل طريقة لدعم الفريق المثقل بالعمل ليصبح أكثر إنتاجية هي مساعدته على العمل بشكل أقل.
لفهم تأثير العمل الزائد على الموظفين، علينا أولاً أن نفهم لماذا يعمل الناس أكثر؟
هناك فقط سببان محتملان:
- مدرائهم يجبرونهم على ذلك·
- أو انهم يشعرون وكأنه يتوجب عليهم العمل بشكل أكبر.
على الرغم من أن السببان قد يكونان متشابهان، إلا أن هناك فرقًا رئيسيًا بينهما: إن جعل الموظفين يعملون أكثر من اللازم يمثل مشكلة في الإدارة ويدل على أن مكان العمل قد يكون سيىء على المدى البعيد حيث لا يوجد خيار أمام الموظفين سوى العمل فوق طاقتهم، حيث يخشون أن يخسروا وظائفهم إذا لم يعملوا لفترة أطول وبشكل أكبر وأكثر من أي شخص آخر.
أحد الأمثلة عن ثقافة العمل التي تشجع العمل لساعات طويلة هي حين يكدح الموظفون لفترات طويلة ومتأخرة وتصل رسائل البريد الإلكتروني خلال ساعات منتصف الليل، تليها رسالة نصية تسألهم عن سبب عدم إجابتهم، مع وجود معايير في سرعة الرد والتي تفتخر بها الشركة بشكل غير منطقي. إذا كان هذا يشبه الوضع الحالي في شركتك، فأنت بحاجة إلى إجراء بعض التغييرات الجدية على ثقافة مكان عملك وقيادتك. الاحتفال بثقافة ساعات العمل الطويلة لا يفعل شيئًا سوى أذية موظفيك ويمكن حتى أن يؤثر على ربحية الشركة.
في دراسة أجريت على مندوبي المبيعات، أولئك الذين اعتبروا أنفسهم “سعداء” وأقل “ارهاقاً” حققوا زيادة في المبيعات بنسبة 37%! ولكن ماذا عن السبب الثاني؟ لماذا يحترق الموظفون في أماكن العمل التي لا تجبرهم على العمل لساعات طويلة؟
الجواب أكثر تعقيدًا ويتعلق بمزيج من وقت العمل غير المنظم، والشعور بالذنب، وطموح الموظف نفسه، والشعور بعدم الأمان، والرغبة في إثبات أنفسهم في السوق التنافسي. في دراسة قامت بتحليل 185 مليون ساعة من وقت العمل، أظهرت أن معظم الموظفين لا يتخطون ساعتين و48 دقيقة من الوقت الإنتاجي في يوم العمل الواحد – وهذا بعيد كل البعد عن الثماني ساعات التي نعتقد جميعًا بأننا نعمل خلالها. ولأن الموظفين لديهم وقت أقل في العمل الإنتاجي مما يظنون خلال يوم العمل، يقوم الكثير منهم بالعودة إلى المنزل في نهاية اليوم محملين بالأعمال الاضافية.
في الواقع، وجدت الدراسة بأن 26% من جميع الأعمال تتم خارج ساعات العمل العادية. سواء كان ذلك بسبب خطأ في أسلوب إدارة مؤسستك أو ثقافة ساعات العمل الطويلة، فإذا كان موظفوك يعملون فوق طاقتهم، فإنهم يتعرضون للإرهاق ولتشتت الذهن، مما يعني أنهم سينتهي بهم المطاف للعمل لساعات أطول، ولكنهم لن ينجزوا الكثير في ذلك الوقت ومن المرجح أيضا أن يؤدي ذلك إلى زيادة معدل الدوران الوظيفي.
لمنح موظفيك مزيدًا من الوقت والتركيز والإنتاجية، تحتاج إلى مساعدتهم على تجاوز هذه المشكلات. إليك كيفية القيام بذلك:
- الحد من التعاون المفرط: حدد العمليات التعاونية وممارسات الشركة التي تؤدي إلى الإرهاق
- تطبيق أفضل ممارسات إدارة الوقت: العمل مع فريقك لوضع توقعات واقعية
- قلل من عبء العمل على أفضل العاملين لديك: طور سياسات لمساعدتهم على الانفصال عن العمل في نهاية اليوم
التوازن يفيد الجميع! وفقًا لمعظم الدراسات، كلما وجد الناس المزيد من التوازن ما بين العمل والحياة، كلما زادت إنتاجيتهم وإبداعهم وسعادتهم. إن مساعدة موظفيك في تجنب الإرهاق بشكل مناسب هو أمر مفيد للجميع. سوف يتمتعون بمزيد من الصحة والرفاهية والرضى الوظيفي، وسوف تجد أنهم أصبحوا منتجين بشكل أكبر وفي وقت أقل.
هل ترغب بأتمتة جميع عمليات الموارد البشرية في شركتك؟
ميس القسوس
ميس القسوس هي خبيرة في مجال التسويق عير الانترنت مع أكثر من 16 عاماً من الخبرة، وهي تشغل حالياً منصب نائبة رئيس التسويق وشريكة أعمال في ZenHR. تمتلك معرفة عميقة في قيادة استراتيجيات التسويق لحلول تكنولوجيا الموارد البشرية، وتولت سابقاً مناصب قيادية في Akhtaboot حيث كانت مسؤولة عن إدارة العلامة التجارية والاتصالات.