من الصعب قياس الأمور المتعلقة بالموارد البشرية. في الأقسام الأخرى، يمكن بسهولة قياس عوائد المبيعات أو المنتجات الجديدة أو الحملات الإعلانية. ولكن في الموارد البشرية، فإن “الأصول” هي الأشخاص. يضيف الأشخاص قيمة كبيرة لعملك، ولكن من الصعب قياس عائد الاستثمار في الموارد البشرية. في عصرنا القائم على البيانات، يتعرض قطاع الأعمال لضغوط متزايدة لربط استراتيجيات أي الاستثمار بنتائج قابلة للقياس، وذلك يشمل الموارد البشرية حيث يتوجب عرض البيانات المالية ومقاييس الأداء التي تثبت نجاح هذا القسم.
غالبًا ما تكون حلول برامج الموارد البشرية واحدة من أكبر الاستثمارات التي يقوم بها مدراء الموارد البشرية أو العمليات. وتعد هذه البرامج غاية في الاهمية ليس لأنها باهظة الثمن، ولكن لأنها تغير طريقة عمل الشركة. سواء كنت تبحث عن نظام موارد بشرية لأول مرة أو تتطلع إلى استبدال نظامك الحالي، فأنت بحاجة إلى خطة لقياس عائد الاستثمار في هذا النظام.
ربما لديك بالفعل فكرة عامة عن مصطلح العائد على الاستثمار. إنها النسبة المئوية لاستثمارك الذي تجنيه من الأرباح المباشرة والأرباح غير المباشرة والتوفير بالتكلفة. إذا كنت تبحث عن صيغة محددة، فعادةً ما تبدو كما يلي:
من الناحية المثالية، إذا اخترت البرنامج المناسب وقمت بتطبيقه بالشكل الصحيح، فستحصل على عائد استثمار إيجابي – مما يعني أنك ستعيد ما أنفقته وأكثر. لحساب هذا المبلغ، تحتاج إلى معرفة شيئين:
1. القيمة النقدية المقدرة لأي مكاسب ناتجة عن النظام المطبق
2. التكلفة الإجمالية لملكية لبرنامجك
تحتوي التكلفة الإجمالية للملكية على أبعاد أكثر مما تتوقع. يخطئ الكثيرون في التعبير عن التكلفة ببساطة كتكلفة الاشتراك. المشكلة في هذا النهج هي أنه لا يقدم صورة كاملة عن الاستثمار من حيث التكلفة المبدئية والنفقات المستمرة. تعتبر البرامج السحابية، والتي عادة ما تسعر حسب الطلب “البرمجيات كخدمة”، مثالاً رائعًا. ولكن حتى الحلول القائمة في مقر العمل On-Premise لها تكاليف تتجاوز سعر البرامج السحابية. اليك بعض الأمثلة عن التكاليف المرافقة للحلول القائمة في مكان العمل:
تعتمد تكاليف صيانة الخوادم على حجم وتعقيد الحل الذي تختاره. إذا كان تطبيقًا بسيطًا قائمًا على السحابة لإدارة مهام الموارد البشرية الإدارية، فقد لا تقلق إلا من سعر الاشتراك الشهري وساعات الصيانة القليلة. إذا كنت ترغب بالحصول على برنامج كامل لتخطيط موارد المؤسسات، فأنت تنظر إلى نفقات رأسمالية وتشغيلية كبيرة.
الخطوة التالية هي حساب الايرادات، بما في ذلك الأرباح المباشرة والأرباح غير المباشرة ونسب التوفير. مرة أخرى، هذا هو المكان الذي تصبح فيه الأمور معقدة لأنه من الصعب للغاية قياس التأثير المالي في الأمور التي تتعلق بالموظفين – ولكن ذلك غير مستحيل. للبدء بذلك، إليك أربعة مجالات رئيسية يمكنك من خلالها حساب الربح بعد تطبيق نظام الموارد البشرية:
1) انخفاض معدل دوران الموظفين:
يمكن أن يساعدك برنامج الموارد البشرية المناسب في الحفاظ على مؤشرات أداء الموظفين ورضاهم، مما يعني أنه يمكنك تحديد علامات التحذير مبكرًا وبالتالي زيادة فترة التوظيف التي يقضيها الموظفون الموهوبون في شركتك. الدوران الوظيفي هي مشكلة كبيرة، بالنظر إلى أنها قد تكلف ما بين 30 إلى 50 في المائة من مجموع الرواتب السنوية لتوظف شخصا في مكان موظف مبتدئ. إذا كانت شركتك لديها معدل دوران مرتفع، تحقق مما إذا كان نظام الموارد البشرية الجديد قادر على تغيير ذلك، وحاول تحديد تكاليف الاستبدال التي تجنبتها.
2) عملية توظيف مبسطة:
يمكن للحلول التي تساعد في إدارة عملية التوظيف والتي توفر ميزات الحاق الموظفين الجدد من أن تقلل من الوقت والعمل الإداري المطلوب عادة في اليوم الأول للموظف. كلما زادت كفاءة إدارة عملية التوظيف، زاد الوقت والمال الذي توفره. ما هو متوسط وقتك لتوظيف شخص في وظيفة ما؟ وما هي تكلفته؟ كم تبلغ هذه النسب الآن؟
3) تخفيض تكاليف التوظيف:
قبل أن يحدث التوظيف الفعلي، وحتى قبل مقابلة المرشحين، عليك أن تجد المواهب. يمكن أن يساعدك نظام الموارد البشرية الذي يوفر ميزات توظيف قوية على تسويق فرص العمل والتواصل مع المرشحين المحتملين والتوظيف من خلال الشبكات الاجتماعية وبرامج إحالة المرشحين. تقلل هذه الأدوات من الجهود اليدوية وفترات الانتظار الطويلة المرتبطة بالإعلانات الوظيفية التي تفعل لمرة واحدة. يمكن أن تؤدي حملات التوظيف الأكثر استهدافًا أيضًا إلى ارتفاع نسبة “المقابلة إلى عرض العمل” ونسبة “عرض العمل إلى القبول”.
4) زيادة الإنتاجية الإدارية:
تعد أنظمة الموارد البشرية الحديثة طريقة رائعة لاستبدال العمليات التي عفا عليها الزمن كالسجلات الورقية، مع خدمة تخزين المستندات عبر الإنترنت والخدمة الذاتية للموظفين. تنفق الشركات الكبيرة ومتوسطة مبالغ كبيرة على كل موظف سنويًا لأمور متعلقة بالإدارة الداخلية للرواتب والوقت والحضور والتأمين الصحي والرعاية الاجتماعية. عن طريق الاستعانة بنظام إدارة الموارد البشرية، يمكن للشركات خفض التكاليف بشكل كبير بينما يتمكن موظفوا الموارد البشرية من التركيز على الأهداف المهمة.
حتى مع مراعاة كل هذه العوامل، فإن أفضل نصيحة هي تجنب الإفراط في تعقيد الأمور. في معظم الأوقات، ستتمحور فوائدك القابلة للقياس حول انخفاض معدل دوران الموظفين، وتبسيط العمليات الإدارية، وتخفيض التكاليف. للحصول على قراءة دقيقة للعائد على الاستثمار، اختر مجموعة من المقاييس المحددة وقم بقياسها قبل التنفيذ، ثم قم بقياسها بعد تطبيق النظام الجديد.