تتعدد المقالات التي تتحدث عن الأخطاء الشائعة التي يقوم بها المرشح للوظيفة في المقابلة ونصائح لتجنب هذه الأخطاء، ولكن الأخطاء في مقابلات العمل لا تقتصر على المرشح فقط، بل يقوم أحياناً مسؤول التوظيف أو المدير بارتكاب أخطاء قد تؤثر على جودة مقابلة العمل. القيام بمقابلة العمل بصورة خاطئة قد يؤدي إلى توظيف شخص غير مناسب، وبالتالي سيزيد من التكاليف المترتبة على الشركة بالإضافة إلى خسارة الوقت والجهد. لذلك يقع على عاتقك كمسؤول توظيف إعطاء أهمية كبيرة للطريقة التي تتم فيها مقابلات العمل في مكان عملك والحرص على تجنُّب الأخطاء التالية.
1. ترك المرشح ينتظر لمدة طويلة
نقوم دائماً بتنبيه المرشحين عن التأخر عن مقابلة العمل وننصح بالوصول قبل الوقت المحدد للمقابلة بعشرة دقائق على الأقل، البعض يلتزم والبعض لا يلتزم وهذا يؤثر في بناء انطباع أول عن المرشح. لكن ما يحدث أحياناً هو وصول المرشح للمقابلة على الموعد أو حتى قبل الموعد ولكن يتم تركه بانتظار مسؤول التوظيف لوقت طويل. بإمكانك ترك المرشح ينتظرك لبضع دقائق إذا كنت مشغول بأمر ما، لكن إطالة فترة انتظاره تعد حركة غير لائقة على الإطلاق وستؤثر بالتأكيد على شخصية وسلوك المرشح خلال المقابلة. في حال تأخرت لسبب طارئ، قم على الأقل بالاعتذار من المرشح عند قدومك.
2. عدم التحضير قبل المقابلة
التحضير لمقابلة العمل ليس مطلوباً فقط من المرشح، بل كمسؤول توظيف عليك أيضاً تخصيص وقت محدد للتحضير لهذه المقابلة. إذا كانت السيرة الذاتية للمرشح متوفرة لديك منذ عدة أيام أو أسابيع، لا تنظر إليها للمرة الأولى خلال المقابلة! قم بالاطلاع على السيرة الذاتية للمرشح قبل المقابلة وتعرّف على أبرز مراحل حياته العلمية والعملية وقم بتحضير مجموعة من المواضيع التي ترغب بالاستفسار والتحدث عنها مع المرشح.
3. عدم ترك مجال للمرشح للتحدّث
أنت بالطبع بحاجة للمبادرة ببدء الأحاديث في مقابلة العمل، ولكن يعتقد البعض بأن مسؤول التوظيف يجب أن يسيطر على كل الأحاديث في المقابلة والمطلوب من المرشح الإجابة عن الأسئلة باختصار فقط، ولكن يعد هذا تصرف خاطئ. لفهم شخصية المرشح بطريقة صحيحة، عليك توفير أجواء مريحة في المقابلة والسماح له بالإجابة على كل الأسئلة بارتياح والاستفسار عن كل ما يريد وتقديم أي رأي أو فكرة أو اقتراح.
4. الانحياز المتعمّد أو غير المتعمّد
الإنسان بطبيعته متحيّز، فحتى حين تنوي أن تكن عادلاً في المقابلة، قد تصبح لا شعورياً متحيزاً مع أو ضد صفة معينة في المرشح. يؤدي الانحياز في مقابلة العمل سواء كان متعمد أو غير متعمد إلى اتخاذ قرارات ضعيفة ينتج عنها التمييز وضعف الشمولية والتنوّع في بيئة العمل مما يؤثر على إنتاجية ومعنويات الموظفين الحاليين. احرص على اتباع طريقة موحّدة لتقييم جميع المرشحين وقم باستعمال منصة موثوقة تقدّم اختبارات ما قبل التوظيف التي تضمن لك عدم وجود أي تحيّز أو تمييز في اختيار المرشحين.
5. العجلة في إنهاء المقابلة
حين يقوم المرشح بالتحضير للمقابلة وقضاء ساعات في القراءة والبحث عن معلومات عن الشركة والتحضير للإجابة على أسئلة المقابلة بثقة وتحضير مجموعة من الأسئلة لطرحها عليك ثم تقوم أنت بإنهاء المقابلة بعشرة دقائق، فهذا لا يعد عادلاً على الإطلاق. تأكد من اختيار وقت للمقابلة تتمكن فيه من إعطاء الوقت الكافي للتعرف على المرشّح وشرح كل ما يتعلق بالشركة والوظيفة والسماح له بتقديم أي أسئلة واستفسارات، حيث بغير ذلك لن تتمكن من التقييم بموضوعية واتخاذ قرار صحيح بالنسبة للمرشح.
6. الأسئلة المعقّدة أو غير المتعلقة بالوظيفة
يعتقد بعض مسؤولي التوظيف أن التحدّث بأمور شخصية وليس لها أي علاقة بالوظيفة أو الشركة سيخفف من التوتر في المقابلة، ولكن يمكنك أن تكن لطيفاً وتخفف من حدّة التوتر دون التطرق إلى أي أمور شخصية أو بعيدة عن نطاق المقابلة. بالإضافة لذلك، يقوم البعض بطرح أسئلة تعجيزية ومعقدة جداً ظناً منهم أنها طريقة فعّالة لتقييم ذكاء المرشح، لكن في الحقيقة لا داعي لأي تعقيدات، قم فقط بتجهيز قائمة من الأسئلة التي يمكنك من خلالها تحديد مدى ملائمة المرشح للوظيف الشاغرة وقدرته على إنجاز مهام هذه الوظيفة.
7. خلق أجواء توتر في المقابلة
مقابلة العمل هي فرصة لتتعرف من خلالها على مرشح لوظيفة شاغرة في مكان عملك، وتعد هذه المقابلة بالنسبة للمرشح فرصة قد بذل وقته وجهده للحصول عليها، لذلك عليك أخذ مشاعر هذا المرشح بعين الاعتبار والمحاولة على تخفيف توتره. يعتقد البعض أن التصرف بجديّة عالية واستقبال المرشح بوجه عبوس هي الطريقة الأنسب في مقابلات العمل، لكن على العكس فكلما كنت ودّي ولطيف ومتفهم في مقابلة العمل، كلّما ساعدت المرشّح على إظهار شخصيته ومهاراته الحقيقية.